
في ركن من شارع الاستقلال التجاري القريب من كورنيش البصرة يقع معرض متخصص ببيع لوازم ومعدات وادوات الغوص، التي تستورد من مناشئ عالمية عدة، ويديره خبير تدريب وغواص محنك تخرج من الاكاديمية البحرية قبل (38) عاما، ليصبح المجهز الابرز والخبير المحترف في الغوص والمدرب المتمكن من عمله، وتجد في محله الكثير من كنوز البحر.
معدات الغوص
ويقول صاحب المعرض خريج الاكاديمية البحرية "علاء الغواص" في تصريح خص به وكالة نون الخبرية ان" محافظة البصرة تزخر بالغواصين لكن اغلبهم من الهواة وليس المتمرسين مثلنا نحن مجموعة ممن تخرجنا من الاكاديمية البحرية او الضفادع البشرية الذين كانوا يؤدون خدمتهم العسكرية في قيادة القوة البحرية، وانا من خريجي العام (1987) ولم يتبقى من زملائي الا حوالي عشرة غواصين، وحاليا توجد مهنة الغوص ويقصد الكثير مياه الخليج العربي للغوص فيه، وتكفلت في معرضي بتوفير معدات وادوات الغوص للغواصين مثل بدلات الغوص التي يتراوح سعرها من (150 ــ 300) الف دينار حسب منشأ صناعتها، واسطوانة الهواء، والزعانف، وقناع النظر (الماسك) الذي يتراوح سعره بين (25 ــ 50) الف دينار، وسترة النجاة، والحربة، والمصباح الذي يوجد منه نوعان احدهما ينصب على الخوذة والآخر يحمل باليد، والكفوف، والقبعة، وانواع عدة من كاميرات التصوير ذات المواصفات الخاصة بالغوص التي تعمل تحت الماء، واقوم باستيرادهن من مناشئ عدة، وخاصة من ايطاليا واميركا وفرنسا التي تعتبر افضل الصناعات فيها واثمانها مرتفعة، ويوجد في العراق حاليا عدد كبير من الغواصين اغلبهم من منتسبي الشرطة النهرية"، مستدركا بالقول ان" عمل الغواص مبني على العلاقات والموثوقية، حيث يتم طلبه لتأدية واجبات الغوص في محافظات اخرى مثل اقليم كردستان او الانبار، ودائما ما يتصل بي اشخاص لاداء واجبات الغوص للكشف عن جسور او سدود وغيرها في سد دربنديخان وسد دوكان والموصل والانبار".
ارزاق البحر
في البحر توجد ارزاق كثيرة، هكذا يصف الغواص "علاء" العمل بمجال الغوص ويضيف قائلا" ان في البحر كل شيء مثل اللؤلؤ، والمرجان، والمحار، ونتمكن من العثور عليها بواسطة الخبرة المتراكمة لدينا عبر عقود من الزمن نمارس فيها الغوص في البحر، واصبح لدينا حدس بتحديد المناطق اسفل البحار الموجودة فيها تلك الكنوز التي خلقها الله سبحانه وتعالى ووضعها في قعر البحار، مثلما غصت في احدى المرات تحت باخرة لتحديد حالتها ووجدت بأطرافها (40) محارة مترسبة عثرت على لؤلؤة واحدة فقط فيها، وقد صورت هذه الحالة ونشرتها في فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي، واللؤلؤ يقيم ويباع بالغرام الواحد، ونحن نعلم ان الاشياء التي نخرجها من البحر مباركة وتريح الانفس، ودائما ما يذكر هذا الامر المتبضعون من المعرض عندما يشاهدون او يقلبون المحار لغرض شرائه، لانها من كنوز الله جعلها في مكان نادر ومكنون لا تراه الأعين ولا تلمسه الايدي، وهذا المحار يصنع منه "شذرة العطف" للخواتم الرجالية والنسائية، ويباع بمبلغ يتراوح بين (40 ــ 50) الف دينار، وهو مادة مشهورة وتشترى بسرعة بمجرد معرفة انها "عطف بحري"، اما المرجان فيصنع منه الخاتم، والقلادة، والقرط (الترجية)، والسوار".
مدرب غواصين
واوضح "الغواص" ان" المتبضعين من معرضه يأتون من جميع محافظات العراق، والكثير منهم يتصلون علي فأرسل لهم ما يحتاجون عبر التوصيل مدفوع الثمن، وكثير من المتبضعين يراسلوني عبر حسابي على موقع "التيك توك"، وكثير من العرب جاؤوا الى معرضي ومنحتهم هدايا، وهناك فنانين واعلاميين زاروا المعرض، وبشأن صورته وهو يغوص تحت الماء في البحر بين انه يمكن للغواص ان يصور نفسه تحت البحر اذا نصب كاميرته على قاعدة ثابتة، او يستعين بزميل له يغوص معه ليصوره"، ولم يقف عمل "علاء الغواص" على الغطس وبيع مستلزماته بل هو مدرب محترف لمن يريد ان يصبح غواصا وعن ذلك يقول" انا خبير تدريب ودربت كثير من الغواصين وما زلت ادرب بثلاث طرق الاولى التدريب النظري، وبعدها التدريب في المسبح، ومن ثم الغوص في شط العرب بمعدل ساعتين لكل طريقة تدريب، ويبقى المتدرب لمدة شهر او اقل بقليل ليصبح غواصا يغوص بمفرده دون مساعدة، واغلب المتدربين من اعمار الشباب الذين يتراوح معدل اعمارهم بين (20 ــ 25) عاما، ومن بين المتدربين (6) فتيات اصبحن غواصات".
قاسم الحلفي ــ البصرة
أقرأ ايضاً
- للاطفال رعاية وعناية خاصة.. "دنيا" شابة جاءت من "ابو غريب" للعلاج في مستشفى الثقلين بالبصرة
- وصفت بـ"أضعف القمم".. لماذا غاب الزعماء عن قمة بغداد؟
- بدعم كبير من العتبة الحسينية.. متحف "الذاكرة البصرية" سيفتتح في كربلاء بـ(4500) كاميرا قديمة ومعداتها(مصور)