
اكدت مديرية مكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية في محافظة كربلاء المقدسة ان المحافظة آمنة وتعتبر افضل المحافظات التي ردعت العصابات التي تتاجر بالمواد المخدرة وحدت من تداولها حتى وصل سعر الغرام الواحد فيها الى (200) الف دينار عراقي، مبينة ان الدعم الكبير المقدم من رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية والخطط الاستخبارية التي يديرها مدير عام مكافحة المخدرات كان لها الاثر الكبير في القاء القبض على تجار مخدرات في محافظات اخرى وتوفير مصادر خارج العراق تمنع عمليات ادخال الى العراق.
العمل الاستخباري
وقال مدير المديرية العميد المهندس الحقوقي "مثنى ناظم علي الزبيدي" في حديث مع وكالة نون الخبرية ان" المديرية حققت خلال الثلث الاول من العام الجاري (2025) انجازات كبيرة جدا، والدليل على ذلك عمليات تضييق الخناق على عصابات المخدرات ومنعها من ترويجها داخل المحافظة حتى وصلت اسعار الغرام الواحد من مادة "الكريستال" المخدرة الى حوالي (200) الف دينار عراقي، بعد ان كانت تباع في العام الماضي (2023) باسعار قليلة تراوحت بين (15 ــ30) الف دينار عراقي، وهو امر يكشف عن مكافحة حقيقية لتلك العصابات وشحة العرض وصعوبة عملها في المحافظة، وهناك جهود جبارة تبذل من قبل منتسبي المديرية لالقاء القبض على المتاجرين والمروجين والمتعاطين للمخدرات"، مستدركا بالقول ان" عمل المديرية سابقا كان شرطوي بحت وتحول الى عمل استخباري مهني يستهدف ضرب البنى التحتية للعصابات والقبض على التجار الكبار، وكل ذلك تحقق اعتبارا من نهاية العام (2023) وطيلة العام الماضي (2024)، واعتماد هذه الطريقة والآلية بالعمل تعود الى التخطيط السليم للمدير العام لمديرية مكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية اللواء "احمد الزركاني" الذي يمتلك خبرة كبيرة في مجال مكافحة الارهاب والجريمة، واقترح العمل بتلك الآليات الاستخبارية وتغيير الخطط وطرق التنفيذ ووجد الدعم الكبير من قبل الوزارة والقضاء العراقي والمحاكم، ونجحت عملياتنا نجاحا باهرا في القضاء على عصابات المخدرات".
مصادر نوعية
واضاف "الزبيدي" ان "العمل بالطرق الاستخبارية كون لنا شبكات من المصادر النوعية المتعاونة مع المديرية، ومصادر ذو مدى بعيد، ومصادر خارج الحدود، حتى وصلنا الى ساعة دخول المخدرات بدقة ونلقي القبض عليها، حتى وصلت كمية المخدرات المضبوطة بشكل عام خلال العام الماضي (2024) الى حوالي (6) طن، وهي كمية تعادل اجمالي الكميات المضبوطة خلال عشرون عاما من (2003 ــ 2023)، ومن اول اسباب هذا النجاح الباهر هو الدعم اللامحدود من قبل رئيس مجلس الوزراء "محمـد شياع السوداني" ووزير الداخلية "عبد الامير الشمري"، وتمثل الدعم بتوفير العجلات، والعناصر، والدعم المالي لتوفير المصادر، وتحويلها من شعب واقسام الى مديريات، وتغيير الهيكل التنظيمي، والاجهزة والمعدات، والاسلحة، واختصار الروتين والاجراءات وارتباطها بشكل مباشر بمكتب وزير الداخلية بعد ان كانت مرتبطة بسلسلة طويلة، وادخال المنتسبين في دورات تطويرية عدة، والتعاون مع القضاء العراقي بشكل كبير جدا، واتاحة جميع الامور التي تكافح آفة المخدرات التي لا تعرف غني وفقير، او متعلم وأمي، لان الانسان لديه حب التجربة ومنها يتحول الى متعاطي ومدمن ينهي مستقبله وتتفكك من افعاله اسرته، بل حتى المتعاطي البسيط اذا تركناه يتحول الى تاجر او مروج، لان القانون يحاسب على أي كمية يتم نقله مهما كانت قليلة وتعتبر متاجرة، وهناك نية لاجراء تعديل على القانون لتشديد العقوبات ليكون اكثر صرامة في هذا الملف، حيث كانت احكام الاعدام تقريبا معطلة، وكان القضاء يبحث عن ادلة اكبر مما تتوفر حاليا مثل الكميات الكبيرة التي يتاجر بها حتى تنطبق عليه المادة (27) التي تنص على اعدام من يدخل او يصدر المخدرات من والى العراق".
مختبر ولجان فحص
واوضح ان" عمليات مكافحة المخدرات المميزة التي تنفذها المديريات حققت قفزة نوعية نتج عنها ضبط كميات مختلفة تراوحت بين (20) كيلوغرام الى طن من المواد المخدرة"، مشيرا الى ان "محافظة كربلاء المقدسة تعتبر الاكثر أمانا من بين باقي المحافظات باعتبارها تقع وسط العراق، لان كل نجاح تحققه المديرية العامة لمكافحة المخدرات في ضبط المحافظات الحدودية والمحيطة بكربلاء ينعكس عليها ايجابا ويجعله درعا لها وهي آخر محطة وليست خط مرور او سير لنقل المخدرات ويكون فيها عمليات التعاطي فقط، فعملنا على اجراء مسح شامل ثبتنا فيه اسماء وعناوين جميع التجار والمروجين والمتعاطين في حواسيب المديرية ووضعنا تحركاتهم تحت انظارنا، ووضعنا نصب اعيننا العمل على مدار اليوم لاستهداف التجار الممولين من خارج المحافظة، والقينا القبض على من يجلب كميات صغيرة مثل (5) غرامات ويقوم بتقسيمها وتوزيعها على اربع متعاطين بما يسمى بمفرداتهم (قطمة) وبالتالي القي القبض عليهم، وقل عدد الموقوفين وزاد عدد الكميات المضبوطة، وما رصن عملنا هو توفير مختبر للفحص في كربلاء المقدسة، ولجان لفحص المخدرات في جميع الاقضية والنواحي، حيث يتم فحص المتقدمين للحصول على السلاح، وكذلك المتقدمين على الدراسات، وفحص (250ــ200) منتسبا من منتسبي الوزارة يوميا، كما لدينا شعبة لفحص "السلائف الكيميائية" للجهات التي تتعامل بها كونها ذات استخدامات متعددة ونحن حاليا في طور المراقبة وتدقيق المعلومات، واتحدث عن تجارب ان جهود وزير الداخلية "عبد الامير الشمري" جعلت الحدود العراقية مع جميع الدول المجاورة للعراق مضبوطة بشكل محكم قد تكون للمرة الاولى في تاريخه، بعد ان عززها بكثير من الاجهزة والمعدات مثل الكاميرات الحرارية يصعب اختراقها وترتبط بسيطرات مركزية".
تفوق عالمي
وذكر مدير مكافحة المخدرات في كربلاء ان" العراق ممثلا عنه وزارة الداخلية حقق تفوقا عالميا عندما احتل المرتبة الثالثة عالميا في مكافحة المخدرات من بين (138) دولة في تصنيف القمة الشرطية العالمية الذي نظمه شرطة إمارة دبي بنسخته الرابعة"، منوها الى ان" الوزارة اعلنت قبل اسبوع تقريبا حصولها على المرتبة الثالثة من بين (138) دولة مشاركة، و(205) منظمة حكومية وغير حكومية، بعد الهند التي حصلت على المرتبة الاولى فيها، بينما حصلت دولة الجبل الأسود على المرتبة الثانية، وهو انجاز كبير تحققه وزارة الداخلية رغم التحديات الكثيرة التي يمر بها البلد، وهي ترجمة حرفية للجهود الكبيرة التي تبذلها المديرية العامة لمكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية وجميع مديرياتها الفرعية في المحافظات بقادتها ومنتسبيها"، مبينا ان" منتسبي مديريته القوا القبض على اغلب الممولين الرئيسيين خارج كربلاء وفي محافظات اخرى مثل البصرة وميسان والعاصمة بغداد واربيل في اقليم كردستان والانبار التي ضبطنها فيها بحدود (71) الف حبة "كبتاجون" نتيجة التطور الكبير في عملهم الاستخباري، ووصلت كميات المواد المخدرة التي ضبطت خلال اربع اشهر حوالي (22) كيلوغرام، بينما خلال العام الماضي باكمله كانت المواد المضبوطة اقل بكثير من هذا الرقم، لان الدعم الحكومي والوزاري جعل تنفيذ الواجبات يصدر امره خلال ساعة واحدة وكون جرائم المخدرات لا تحتمل التأخير لان العصابات تغير اساليبها والاخبار عنها آني يوجب التحرك السريع، والقضاء العراقي قوي واعطانا القوة في العمل، والقوات التي تنفذ اوامر القاء القبض من المديرية العامة وباق المديريات هم "فدائيون" في سبيل عدم انتشار آفة المخدرات لانهم غالبا ما يواجهون عصابات مجرمة تشتبك معهم بالأسلحة والرمانات اليدوية وقدمنا (11) جريج، كما اوقعنا خسائر بصفوف العصابات بينهم قتلى وجرحى، ورغم ذلك اسعفنا الجرحى ونقلناهم الى المستشفيات".
قاسم الحلفي ــ كربلاء المقدسة
تصوير ــ عمار الخالدي
أقرأ ايضاً
- "ابداع كربلاء": سندخل الانتخابات البرلمانية مع قائمة رئيس الوزراء السوداني
- في الجلسة الاعتيادية (17).. مجلس كربلاء يناقش ملفات شحة الماء و الدوباس والمولدات ومشاريع التربية
- السكك الحديدية.. مجلس الوزراء يعفي مسؤولين ويُحيل ملف المخالفات إلى القضاء