
تؤكد المؤشرات التربوية على ان الاستيعاب الامثل للصفوف الدراسية في المدارس الابتدائية والمتوسطة والاعدادية يتراوح بين (25 ــ 30) طالب كحد اقصى، لكن ما موجود في مناطق قضاء الزوراء المتمثلة بحي النصر والمعامل والعماري والباوية وحسينية المعامل هو خلاف ذلك بالضبط، فالصفوف تستوعب (70) طالب على اقل تقدير ويصل في احيان كثيرة الى مئة طالب، ونقص المباني المدرسية حاد جدا، والدوام الثلاثي المدارس والكرفانية والمتهالكة والآيلة للسقوط متواجدة بشكل طبيعي، ومع ان بناء المجتمعات يؤسس على العلم والتربية الا ان الواقع التربوي في هذا القضاء مؤلم جدا.
معاناة كارثية
ويقول الاستاذ الجامعي الدكتور "حميد حسون" في حديث مع وكالة نون الخبرية ان" معاناة المواطنين في مناطق قضاء الزوراء التي تخص احياء النصر والمعامل والباوية والعماري وحسينية المعامل كثيرة ومتعددة وفي مقدمتها القطاع التعليمي والتربوي الذي لمعاناته بداية دون نهاية، لان الجميع يعلم ماهو دور التعليم والتربية والمدارس بشكل عام في بناء المجتمع وكما يقال في الحكمة ان" الجهل اساس كل خطيئة"، ومن هذا المنطلق نرى الاهتمام بالملف التربوي والتعليمي في العراق بشكل عام هو دون مستوى الطموح، اما في ملف التربية والتعليم في منطقة المعامل وما جاورها فالمعاناة "كارثية"، منطلقين من ان الدوام في معظم المدارس ثلاثي مزدوج، يكون دوام كل مدرسة لمدة ثلاثة ساعات، وفيها غبن للطلاب بعدد الحصص الدراسية او تطبيق طرق التدريس بما يستحق ويسفيد منه الطلبة، ناهيك عن عدد الطلاب في الصف حيث تستوعب الصفوف على مستوى الدراسة الاعدادية اكثر من (70) طالب، ويصل احيانا في المدارس الابتدائية الى (100) طالب، فأي طريقة تدريس يمكن تطبيقها في صف مئوي الاستيعاب للطلبة"، لافتا الى ان" هذا التكدس بعدد الطلاب في الصفوف مؤشر خطير للضروف الصحية غير الملائمة وسهولة انتقال الاوبئة والامراض الانتقالية بين الطلبة، لاسيما بعد ظهور اصابات كثيرة بمرض الفشل الكلوي والسرطان والامراض الجلدية والمنطقة بحاجة ماسة لافتتاح مركز غسيل للكلى او افتتاح المستشفى الذي جرى العمل فيه منذ اكثر من (15) عاما ولم يفتتح الى الآن، وقد وعدنا بافتتاحه قريبا، وكذلك ضعف تجهيز الماء لمناطق القضاء التي تكون اما يوم وتجهيز واخر لا يوجد او تجهز المنطقة الواقعة على الشارع العام والتي تليها لا تجهز، وهي معاناة ومخاطر بيئية في وقت واحد، وماء الاسالة غير صالح للشرب نهائيا".
مباني مدرسية
واضاف ان" النهوض بالبلد لا كون الا عن طريق التعليم لان المخرجات السليبة والانهيار المجتمعي دائما ينتج عن عدم وجود تعليم حقيقي، وجميع مناطق قضاء الزوراء تحتاج الى انشاء وبناء مدارس جديدة ابتدائية ومتوسطة واعدادية قد يصل عددها الى اكثر من (50) لاستيعاب اكبر عدد من الطلبة لان الزخم السكاني في القضاء كبير جدا بل ومتزايد عاما بعد آخر"، منوها الى ان" الكثير من معالجات توفير المدارس تكون غير صحيحة حيث تشيد مدارس جديدة في ساحات المدارس المشيدة قديما وهو ما يجعل الطلبة يدرسون في مكان لا متنفس فيه، ونحن لا نريد اجواء دراسية وردية وتوفير تغذية مدرسية وملاعب وقاعات بل نريد ان يدرس الطالب في مكان فيه متنفس"، مستدركا بالقول ان" طرائق التدريس اختلفت في وقتنا الحاضر واصبح الاعتناء بترغيب الطالب هو المعمول به فكيف استطيع تدرسي من (70 ــ 100) طالب في صف واحد، حيث يوجد في القضاء مدارس متهالكة عديدة وكرفانية كثيرة قد يصل عددها الى (10) مدارس والمكتضة بالطلاب اكثر منها، والمدارس الكرفانية يعاني فيها الطلاب من شدة الحرارة وفي الشتاء من البرد والرطوبة، والغريب في الامر والمضحك المبكي اننا نتحدث في العام (2025) عن مدارس كرفانية!!".
مدارس المتميزين
ولفت الى ان "الاعتناء والاهتمام اليوم نجد على مستوى القطاع الاهلي سواء على مستوى الصحة او التعليم، ومن هنا نوجه الدعوة الى المؤسسات الحكومية ان تلتفت الى القطاع الحكومي على غرار ما نراه في القطاع الخاص، وخاصة في مناطقنا التي يشكل ذوي الدخل المحدود والفقراء الغالبية العظمى منه، ولا يستطيع ان يرسل ابنائه للدراسة في المدارس الاهلية التي تتوفر فيها الضروف النموذجية للدراسة، وهناك مدارس افرغت بحجة اعادة بنائها كونها متهالكة او آيلة للسقوط وتركت دون اعمار، مثلما حصل في اعدادية اليقضة للبنين في حسينية المعامل التي كانت الرائدة في تخريج الاف الطلبة من ابنائنا تهالك احد قطاعاتها فالغي الدوام به وتحول الطلبة الى الدوام الثلاثي لسد النقص، وينقل طلبة الفرع الادبي في هذه الاعدادية الى اعدادية اخرى في منطقة الباوية، وهي انتقالة تحمل الطلبة وعائلاتهم الذين يعتبرون من الطبقات المسحوقة ماديا مبالغ اضافية للتنقل اليومي قد تصل الى خمسة الاف دينار يوميا، والحاجة قائمة لبناء مدرستان ابتدائية للبنين والبنات ومثلهما متوسطة واعدادية في كل منطقة من مناطق القضاء لسد النقص الحاد في المباني، كما تفتقر المنطقة لمدارس المتميزين بالرغم من حصول الكثير من الطلبة والطالبات على معدلات عالية في امتحانات الصف السادس الابتدائي والثالث المتوسطة، وليس من المعقول ان ينتقل الطلبة بهذا العمر للدراسة في منطقة الكرادة لاكمال دراستهم في مدارس المتميزين".
قاسم الحلفي ــ بغداد
تصوير ــ علي فتح الله
أقرأ ايضاً
- منها الخاصة وفوق الكبرى والكبرى.. حيدر زيني.. طبيب أجرى (51) عملية في (28) ساعة متواصلة بمستشفى السفير
- احكام اعدام بحق (100) مدان.. مكافحة المخدرات في كربلاء: القبض على (200) تاجر و(7) شبكات دولية
- نصح بالابتعاد عن زواج الاقارب.. طبيب متخصص الامراض المتنحية الوراثية الاخطر والاكثر شدة(فيديو)