- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
التعليم العالي ومتطلبات القرن الواحد والعشرين

بقلم: د. عمر الجميلي
تتعالي بين الحين والآخر الدعوات لإعادة النظر في أساليب التعليم المتبعة ولاسيما في مراحل الدراسات العليا.
وان كانت تلك الدعوات هي محقة دون أدنى شك، إلا أنها في الغالب تتسم بسمة الطرح العمومي والافتقار الى الرؤية الواضحة سواء في بيان السبل الكفيلة في تحقيق ذلك او كيف يمكن أن يكون ذلك ممكناََ في ظروف وبيئة العراق.
دعنا في البداية نسلط بعض الضوء على أمر مهم، وهو أن التعليم الجامعي يمارس من قبل حاملي الشهادات العليا بدون أن يقترن ذلك في الأغلب بالحصول على شهادة او دورة تدريبية في أصول التدريس.
وهذا يتطلب بالضرورة المراجعة، كون الإلمام بأصول التدريس يوفر أدوات مهمة قد تغيب عن بال البعض في كيفية إيصال المادة العلمية وأسلوب تقييم الطلبة وزرع روح التفكير الإبداعي والنقدي لديهم. وهذا أيضا ينسجم مع متطلبات سوق العمل بفعل اكتساب هكذا مهارات. وأضف الى ذلك انه حتى في حال التحاق البعض في دورات سابقة، فإن الأمر يتطلب من البعض على أقل تقدير تجديد المعلومات التي حصلوا عليها في وقت سابق وبماينسجم مع متطلبات العصر.
وفي هذا الصدد نجد أن العديد من الجامعات العالمية قد أنشأت مراكز متخصصة بهذا المجال، وتقوم بإعداد دورات مستمرة للكوادر التعليمية حسب الحاجة.
وعليه فإن تحقيق نقلة نوعية في العراق في هذا المجال، يتطلب تبني هكذا دورات تدريبية، ويمكن أن يتم ذلك بالتنسيق مع جامعات عالمية بقصد إعداد وتنفيذ برنامج تدريب مناسب. وفي هذا الصدد يمكن العمل في مجالين:
الأول هو التأسيس لهكذا مركز في احد الجامعات العراقية كنقطة بداية أو بعث الروح في ماهو قائم، على ان يتم التوسع في ذلك لاحقا وبمايتناسب مع حجم كل جامعة واحتياجاتها. إن هذا الهدف يدخل في إطار خطة زمنية متوسطة الآجل لكون ان هذا يتطلب الكثير من الاعداد وتوفير الكوادر وغيرها من المستلزمات الآخرى.
أما على نطاق الآجل القصير، فهنالك حاجة لانخراط الكوادر التدريسية دون استثناء في دورة تدريسية متخصصة.
ويراعى عند اعداد تلك الدورة توفر عدد من النقاط الأساسية وهي:
1. مناقشة واقرار المفردات الخاصة بها وبما يتلائم مع الحاجة الفعلية.
2. اتاحة توفير المعلومة باللغة العربية لتجاوز مشكلة عدم الإلمام الكافي باللغة الانكليزية عند البعض.
3. لاتقتصر الدورة التدريبية عن كيفية اعداد المنهج والمحاضرات وإنما التوسع في مجال التفكير النقدي واسلوب التعلم عن طريق فرق العمل، وغيرها من المهارات التي يتطلب الأخذ بها.
وهنا يسأل سائل ولكن هذا مكلف ويحتاج إلى مبالغ كبيرة؟
الرد ليس بالضرورة. كون ان سبل التعلم عن بعد أصبحت متوفرة ومتاحة في العديد من الجامعات العالمية، الأمر الذي يجعل من توفير هكذا دورة والانخراط بها متاح بدون الحاجة إلى السفر والانتقال من مكان إلى آخر، يمكن لكل الكوادر التعليمية أن تستفيد من المعلومة في مكان العمل نفسه وبتوقيتات زمنية تتسم بقدر معقول من المرونة.
إن تحقيق ما تقدم يمكن أن يكون الخطوة الأولى في تعزيز قدرات الكوادر التعليمية ونقل ذلك إلى الطالب في المراحل الدراسية المختلفة. وذلك يؤهل كل من الأستاذ والطالب على حد سواء للتعامل مع متطلبات التعليم العالي في القرن الواحد والعشرين.
أقرأ ايضاً
- التعليم القانوني "القياس والتقييم"
- التلقين جرثومة التعليم القاتلة
- النفط في الربع الأول من القرن الحادي والعشرين