
أفادت صحيفة "التلغراف" البريطانية، بتسجيل ارتفاع كبير في حرائق السيارات الكهربائية في المملكة المتحدة يصل إلى نسبة 77% خلال العامين الماضيين، مبينة أن فرق الإطفاء تعاملت مع 232 حريقًا العام الماضي، مقارنة بـ131 حادثًا قبل ثلاث سنوات.
وصنّف الخبراء حرائق السيارات الكهربائية على أنها "أكثر خطورة" من نظيرتها في السيارات العاملة بالبنزين أو الديزل، وذلك لصعوبة إخمادها الشديدة.
وبيّنوا أن حرائق بطاريات الليثيوم-أيون تعتبر حرائق ذاتية الاستمرار، إذ لا تتوقف عن الاشتعال إلا بعد احتراق كامل محتوى البطارية.
وأوضح مختصون أن هذه الحرائق تنتج عادة عن "الانفلات الحراري"، وهي حالة ترتفع فيها حرارة البطارية بشكل لا يمكن التحكم فيه، نتيجة لتلف ميكانيكي، أو الشحن المفرط، أو التعرض لحرارة مفرطة.
وعلى الرغم من هذه المخاطر، واصلت الحكومة البريطانية التقدّم في تنفيذ سياسة حظر بيع السيارات العاملة بالوقود الأحفوري بحلول عام 2030، حيث رفض وزير الأعمال، جوناثان رينولدز، دعوات قطاع السيارات لتأجيل المهلة النهائية.
وسجلت كاميرات المراقبة هذا الشهر واقعة اندلاع حريق بسيارة كهربائية في هامبشاير امتد إلى منزل عائلة في الخامسة صباحًا، لكن الأسرة تمكنت من النجاة.
وأكدت التحقيقات أن حرائق المركبات الكهربائية والأجهزة مثل الدراجات والسكوترات الكهربائية تمثل خطرًا حقيقيًا على المنازل.
وشهدت المملكة المتحدة ارتفاعًا في عدد السيارات الكهربائية من 664 ألفًا إلى أكثر من 1.3 مليون مركبة في عام 2024، ما زاد من احتمالات هذه الحوادث.
بدوره، أشار أدريان سيموندز، مسؤول حلول المخاطر في شركة (QBE) للتأمين، إلى أن "حرائق بطاريات الليثيوم-أيون تزداد بوتيرة مقلقة، إذ تحتاج إلى وقت أطول للإطفاء، وتستهلك كمية ماء تفوق الحرائق التقليدية بعشر مرات، كما تُسبب أضرارًا بيئية أكبر".
وطالب سيموندز برفع الوعي حول شحن واستخدام وتخزين هذه البطاريات بشكل آمن، محذرًا من تجاهل المخاطر.
من جانبها، أكدت خدمة الإطفاء في بيدفوردشاير أن أغلب هذه الحرائق تنتج عن تلف البطارية بسبب الحرارة الشديدة أو اختراق جدار الخلية الداخلية، لكنها شددت على أن "السيارات الكهربائية آمنة جداً بطبيعتها".
ولم تقتصر الحرائق على السيارات، بل تضاعفت حرائق الدراجات الكهربائية في الفترة نفسها من 181 إلى 362 حادثًا، وسط تحذيرات من البطاريات الرديئة.
ووصفت ليزلي رود، الرئيسة التنفيذية لجمعية السلامة الكهربائية، البطاريات دون المواصفات بأنها "تُشعل حرائق مدمرة تطلق أبخرة سامة وتدمر الغرف في دقائق"، ودعت إلى مراقبة السوق ومكافحة المنتجات الرديئة.
وأكد ريتشارد فيلد، نائب مفوض الإطفاء في لندن، أن "حرائق الدراجات الكهربائية أصبحت أحد أسرع مصادر الحريق نموًا في العاصمة"، مشيرًا إلى أن العديد من هذه الحرائق ناتج عن أجهزة مستعملة أو معدلة بقطع غير أصلية.
ورداً على المخاوف، قال متحدث باسم الحكومة: "لا توجد أدلة تشير إلى أن السيارات الكهربائية أكثر عرضة للاحتراق من سيارات البنزين أو الديزل"، مؤكدًا أن جميع الطرازات تخضع لاختبارات سلامة صارمة قبل بيعها.
وأشار المتحدث إلى أن الحكومة تتخذ إجراءات صارمة ضد المنتجات غير الآمنة، وتعمل على تحديث قوانين سلامة المنتجات ومراقبة المنافذ الحدودية لردع دخول الأجهزة الخطيرة إلى البلاد.
أقرأ ايضاً
- الدفاع المدني تعلن دخول عجلات صغيرة للاستجابة السريعة للحرائق
- مع ارتفاع درجات الحرارة.. من يقف وراء "افتقار" القاعات الامتحانية لأبسط المقومات؟
- الدفاع المدني تعلن عن خطط شاملة للوقاية من الحرائق