
اشرت جهة صحية وقوع اصابات كثيرة بأمراض مختلفة نتيجة التلوث الذي تتعرض له مجموعة من المناطق الواقعة شرق بغداد، هذا التلوث سببه وجود مناطق طمر صحي تحرق فيها النفايات يوميا من قبل المواطنين بشكل مستمر لعدم وجود جهود بلدية لرفعها وينتج عنها تكون سحابة من الدخان الاسود يغطي تلك المناطق.
تلوث وامراض
ويقول مدير مركز الرحمة الصحي في منطقة العماري الدكتور "هيثم أمير ابراهيم" في تصريح لوكالة نون الخبرية ان" المركز مسؤول عن قطاع منطقة العماري ويبلغ عدد سكان المنطقة (92) الف نسمة، ولكن المراجعين اكثر من ذلك لان من اولويات عملنا لا نمنع مراجعة اي مواطن للمركز سواء جاء من مناطق اخرى او من اي محافظة"، مشيرا الى ان " اغلب انواع الامراض المنتشرة في هذه المنطقة والتي تراجع المركز الصحي هي امراض الجهاز التنفسي، والسبب في ذلك يعود الى الملوثات الموجودة في المنطقة وفي مقدمتها عمليات حرق النفايات اليومي داخل المنطقة، والتي ينتج عنها وجود سحابة سوادء تحمل الغازات السامة تغطي المنطقة، بل حتى لون السماء يختلف في هذه المنطقة عن المناطق المجاورة مثل منطقة العبيدي، وكذلك امراض التهابات المجاري البولية الناتجة عن تلوث مياه الاسالة الواصلة الى الدور السكنية، بل وحتى المياه النقية "الآرو" التي تصنع في المنطقة وتباع فيها تظهر لدينا في الفحص انها تحتوي على بكتريا وتلوث يسبب تلك الالتهابات".
الفطريات والجرب
واضاف ان" هناك اصابات بأمراض جلدية انتشرت في المنطقة مثل الفطريات والجرب الذي يعد الاكثر انتشارا بسبب التلوث في المنطقة، كما اشرت حالات كثيرة بالاصابة بالسرطان تراجع المستشفيات التخصصية وتعرفنا عليها من خلال المنتسبين العاملين في المركز وجميعهم من سكان تلك المنطقة، وايضا بسبب النفايات وحرقها وتلوث الاجواء، وبعد الغاء منطقة الطمر الصحي التي كانت تحيط بتلك المناطق، بقيت النفايات تتكدس في الشوارع والازقة ويقوم المواطنين بحرقها، وتوجد مخالفات كثيرة في السماح لكابسات النفايات الاهلية بتفريغ النفايات في المنطقة الواقعة في الشارع السياحي التي اغلقت كمنطقة طمر صحي، وما زالت تتكدس فيها النفايات بشكل عشوائي".
مسؤولية جماعية
واوضح ان" مبدأ الوقاية خير من العلاج يجب ان يطبق في هذه المنطقة لانقاذ سكانها، ومن اولوياته امتناع الناس عن تجميع النفايات وحرقها يوميا والتثقيف عن مخاطرها على صحتههم وصحة افراد عائلاتهم، وعلى اهالي المنطقة اخذ زمام المبادرة ومنع تلك التصرفات التي تلحق الاذى بهم، واتوقع اذا طبقت هذه المبادرة ستقلل من نسبة الاصابات الى نسبة (50) بالمئة، ومع ما ننتظره من افتتاح المستشفى الذي تم تشييده في منطقة حسينية المعامل خلال المدة القريبة كما اعلن عن ذلك، يمكن السيطرة على تلك الامراض، وحسب ما عرفنا من اهالي المنطقة ان ما موجود في المنطقة هو تجوال سيارات "كابسات للنفايات" اهلية تجمع النفايات من البيوت او المحال التجارية التي تسدد اجور لها، وتترك باقي النقايات وان صح الامر فيتطلب تحمل البلدية المعنية واجباتها في ارسال سيارات الكابسات للنفايات الحكومية الى المنطقة لرفع النفايات وهو ليس اتهام او تدحل بعملها بقدر ما هو واجب ومسؤولية جماعية على المواطن والجهات الحكومية لتحمل مسؤولياتهم، وما نراه الآن هو الحرق اليومي للنفايات وتلوث البيئة والاصابات التي تصيب مختلف الشرائح من الصغار والكبار والرجال والنساء، ويحصل عندنا زخم على أجهزة التبخير المنعش للتنفس بسبب حالات الاختناق للمصابين بالربو او امراض الجهاز التنفسي"، مستدركا بالقول ان" المركز الصحي وبملاكاته المحدودة حسب طبيعة عمله لا يتواني عند تقديم مختلف انواع الخدمات الصحية للناس والمرضى".
قاسم الحلفي ــ بغداد
تصوير ــ علي فتح الله
أقرأ ايضاً
- زائريه لا ينقطعون... مشروع تأهيل يلحق الضرر بمرقد النبي يوشع في بغداد ويغلقه
- بالأرقام.. هل يحق لبغداد إيقاف تمويل رواتب إقليم كردستان؟
- أسواق أضاحي العراق.. غياب الدعم الحكومي ومخاوف صحية