
يعتبر فقدان الانسان لعين واحدة او عينين من الامراض النادرة ورغم ذلك سعى مجمع الامام الحسين (عليه السلام) الطبي التخصصي الذي يحظى بدعم ورعاية ممثلية مكتب المرجعية الدينية العليا المتمثلة بالسيد "علي السيستاني" في كربلاء المقدسة الى توفير خدمة تصنيع العين الصناعية لفاقديها وباسعار مخفضة وخدمات ما بعد التركيب وخبرات متطورة.
تعريف وتشخيص
وقال مسؤول الوحدة الحاصل على شهادة الدكتوراه في علم البصريات "علاء محمـد السيلاوي" في حديث مع وكالة نون الخبرية ان" الوحدة في المجمع تقدم "العيون الصناعية" التي تعطي شكلا مشابها للعين الطبيعية لفاقديها بسبب مرضي مثل ضمور العين او حدوث توسع بسبب الضغط فيها ويصبح شكلها غير مقبول، او مقلوعة بحادث عرضي، وهناك ثلاث انواع لعمليات قلع العين يحصل في احداها تفريغ العين وتعبئتها بالسيلكون لإعطائها الجمالية"، مشيرا الى ان "عملية تركيب العين الصناعية يتم بعد التأكد من عدم وجود اي خلايا حسية في مكان العين الطبيعية الموجودة في الجزء الشفاف بالقرنية الذي يكون تحته لون القزحية، وعند فحص المريض وعدم وجود اي ازعاج من وضع العين الصناعية المتبقية وغير المقلوعة او المفرغة بعمليات جراحية ولا توجد حاجة لتفريغ العين بالكامل بل تصنع للمريض وتركب بشكل مريح، ونقوم بتصنيع العين الصناعية من مواد طبية خالصة تسمى "الاكريليك"، (وهي مادة بلاستيكية شفافة حرارية تستخدم بديلا عن الزجاج لمتانتها وقدرتها على مقاومة التكسر) وهي نفس المادة التي تصنع منها العدسات لعلاج الماء الابيض او الملونة اللاصقة".
مراحل استقبال المريض
واضاف "السيلاوي" قائلا ان" مراحل استقبال المريض تبدأ بعد الموافقة بأخذ "البصمة" في المرحلة الاولى من خلال حقن مادة "السيليكون" الذي يكون اكثر امانا واقل تحسسا، ويحافظ بصورة اكبر على شكل "الطبعة" اي الجزء المفقود من العين، وتحقن العين بالسيليكون بواسطة قالب خاص ليظهر لنا الجزء المفقود الذي يصنع بديلا له كون العين سيقل حجمها عن الحجم الطبيعي بعد حصول الضمور او التفريغ، ليتساوى مع العين الطبيعية، ونقوم بتصنيع عين صناعية تجريبية من مادة "الاكريليك"، وهذا العمل يكون لمن فقد عين واحدة وتتم المطابقة مع العين الطبيعية بالألوان والحجم وباقي التفاصيل الاخرى الموجودة لدى المريض من خلال القياس بأدواتنا ونأخذ الجزء الملون في قطر القزحية لتصنيع شكل مشابه له وتطابق في تقنية (3D) ونرسم عليها، ثم بياض العين ونراعي فيه تدرج الألوان حسب الاعمار مثل الازرق الغامق لدى الاطفال، اما الشباب فالبياض الكامل وكبار السن ومن لديهم امراض فيكون اللون الاصفر هو السائد وبعض الاشخاص يميل الى اللون الاحمر بسبب بعض المهن التي يمارسونها مثل الحداد والنجار، وتبدأ المرحلة الثانية بتحديد القياسات على العين التجريبية ونفحص حركة الاجفان وانطباقها على العين بدون اي فراع، ونحدد مراكز العينين حتى لا يحصل فيها انحراف الى الداخل او الخارج والاعلى والاسفل من خلال جهاز اضاءة "لايت" لتكونان في الوسط تماما، ونأخذ اللون الابيض من العين وتفاصيله من الشعيرات الدموية، والوان القزحية، وبعدها يتم تصنيع المرحلة النهائية، وتسلم الى المريض بعد مطابقتها بنسبة (90) بالمئة في المرحلة الثالثة".
أهم الفوارق
واستدرك بالقول ان" اهم نقطة يجب ان يعرفها المريض او من يحب الاطلاع ان الالوان التي خلقها الله تتغير في العين مع شدة الانارة وهي لا تتغير في العين الصناعية، وكذلك فإن "البؤبؤ" يتوسع في الظلمة ويتقلص في الانارة وفي العين الصناعية لا يحصل ذلك، وكذلك من الامور المهمة هي حركة العين الصناعية المصنوعة التي تعتمد على الكرة السيليكونية التي لا تتحرك الا بنسبة (50) بالمئة بشكل تقديري، اما العين الطبيعية ففيها (6) عضلات خلقها الله عز وجل ليسمح بها بالحركة بشكل كامل بجميع الاتجاهات، لان عملية تصنيع وتنصيب العين الصناعية تعتبر "اعادة تأهيل" على غرار تنصيب الاطراف الاصطناعية او مريض التوحد الذي يخضع لاعادة التأهيل ونوصي المرضى دائما بضرورة تحريك الرأس مع حركة العين الطبيعية، حتى لا تتوقف العين الصناعية ويحصل الانحراف فيها، ونحن منذ عام (2017) افتتحت لدينا وحدة العيون الصناعية في المجمع ونقدم هذه الخدمة الطبية باسعار مخفضة تصل الى النصف عن ما موجود في المراكز الباقية، وكذلك اكثر من (50) بالمئة من المرضى يحصلون على تخفيضات الاجور او الاعفاء التام من المتولي الشرعي للعتبة الحسينية المقدسة الشيخ "عبد المهدي الكربلائي".
التقنيات الحديثة
واوضح ان" المجمع يسعى لادخال تقنيات حديثة تماشيا مع ما يستحدث منها في مجال الطب عموما ومنها صناعة العيون"، مشيرا الى ان" الذكاء الاصطناعي اصبح انتشاره واسعا وتطوره مخيف، وبدعم من العتبة الحسينية المقدسة ونأمل بالحصول على الموافقات اللازمة لان في النية ابرام عقد مع معهد (ART) المصري لتزويدنا بأحدث ما توصل اليه العلم بتقنية حديثة لصناعة العين تغنينا عن حقن السيليكون وصناعة النموذج التجريبي والرسم باليد، لان هناك جهاز في تلك التقنية يمكنه اظهار صور المحجر ثلاثية الابعاد وترسم في الحاسبة وتلبس للمريض، وبعدها يكون الرسم بـ"الليزر" وليس يدويا، وستكون اكثر تعقيما وبدقة ومطابقة بالألوان عالية جدا واذا ما تحقق هذا العقد سنكون الرائدين والاوائل في العراق ممن يدخل تلك التقنيات، ورغم ندرة الحالات المرضية الا ان اغلب مراجيعنا من المحافظات الاخرى ناهيك عن كربلاء المقدسة، ونستقبل حوالي (2 ــ 5) حالات مرضية شهريا، واعمل بمفردي في هذه الصناعة التي تلقيت التدريب عليها في دورة خاصة بمعهد (ART) المصري في العام (2017)، وكنا سابقا نعتمد على نوعيات العيون الصناعية الجاهزة التي كانت صناعتها غير جيدة ومطابقتها لا تكون مضبوطة، ورغم ان هذه الحالة المرضية تعتبر نادرة ومرضاها قليلون الا انني استطيع القول ان (80) بالمئة من المراجعين اعتمدوا على تركيب العين الصناعية في المجمع، وللمراجع خدمات ما بعد التنصيب تشمل صيانة وتأهيل كل (6) اشهر، وحتى الآن بحدود (150) مريض حصل على تلك الخدمة في الوحدة".
قاسم الحلفي ــ كربلاء المقدسة
أقرأ ايضاً
- أسعار السلع لا تتأثر بانخفاض الدولار.. وإجراءات الحكومة "بلا جدوى"
- بالأرقام.. هل يحق لبغداد إيقاف تمويل رواتب إقليم كردستان؟
- أسواق أضاحي العراق.. غياب الدعم الحكومي ومخاوف صحية